اسماء مدربين ومدربات برنامج ميدياتأمين"تمكين"
صناعة التأمين توظف شريعة حمورابي لضمان تدفق الرساميل
من أغرب الفضائح المالية في السنوات الأخيرة كانت بيع التأمين على المدفوعات. “التأمين على المدفوعات” شكل غريب من التأمين، الذي يلبي التزامات سداد القروض للأشخاص الذين يمرضون أو يصبحون عاطلين عن العمل.
هناك تقليد مشرف للتأمين يجري جمعه مع القرض. نوقشت هذه الممارسة في شريعة حمورابي، منذ نحو أربعة آلاف عام. تشتمل شريعة القانون البابلي القديم على 282 بندا حول “القرض البحري بضمانة السفينة”، بما يؤدي وظيفته باعتباره تأمينا على المدفوعات للتجار البحريين.
يحدد حمورابي أن التاجر الذي يقترض المال لتمويل رحلة السفينة ليس ملزما بتسديد القرض في حالة غرق السفينة.
كان ذلك ترتيبا معقولا بشكل كاف، ولكن هناك نوعين من الاعتراضات على التأمين على المدفوعات في شكله الحديث. أحدها هو أن مثل هذه البوالص غالبا ما كانت تباع إلى الناس بحجج كاذبة، بما في ذلك الأشخاص الذين لم يكونوا مؤهلين للسداد قط. لهذا السبب، اضطرت المصارف البريطانية إلى دفع عشرات المليارات من الجنيهات كتعويضات.
على أن الخبير الاقتصادي لديه شكوى مختلفة نوعا ما بخصوص التأمين على المدفوعات: وهي أنه حتى عندما لا يجري بيعه بصورة تنطوي على الغش، فإنه لا يستحق المال الذي يدفع فيه. هناك كثير من منتجات التأمين الأخرى التي تعتبر أيضا ذات قيمة رديئة: التأمين على الهاتف الجوال، على سبيل المثال، أو تأمين إلغاء التذاكر، أو التنازل عن تعويض التصادم في حالة سيارات التأجير. هذه المنتجات قد لا تكون، من الناحية الفنية، تباع بالتدليس، لكن من المؤكد أن شراءها ليس مجديا.
لمعرفة السبب، دعونا نعود خطوة إلى الوراء ونسأل أنفسنا ما الهدف من التأمين. الاقتصاد الكلاسيكي لديه هذا الجواب: الناس ينفرون من المخاطر، وهو ما يعني أنهم سيدفعون المال الجيد للحد من تقلب النتائج التي يواجهونها. إذا كان التأمين على المنزل يحمي صاحبه من خسارة مليون جنيه عندما يحترق البيت، فإنه سيكون سعيدا في شراء التأمين على الرغم من أن شركة التأمين تتوقع أنها ستحقق ربحا من ذلك.
هذا العزوف عن المخاطر يظهر من حقيقة أن المال له قيمة لدى الفقراء من الناس أكثر من قيمته لدى الأغنياء. كسب مليون جنيه يجعلني غنيا، ولكن خسارة مليون جنيه تجعلني فقيرا. لا ينبغي لي المقامرة بمليون جنيه بناء على قرعة، لأن مبلغ المليون جنيه الذي يمكن أن أخسره، أغلى بالنسبة لي من مبلغ المليون جنيه الذي يمكن أن أكسبه.كما هو الحال غالبا في الاقتصاد الكلاسيكي، هذا يعتبر وصفا ممتازا للطريقة التي ينبغي أن نتصرف بها. ليس وصفا ممتازا للكيفية التي نتصرف بها في الواقع. النفور من المخاطر لا يمكن أن يفسر إلا السبب في تأميننا ضد مخاطر كبيرة.
لا يمكن تفسير لماذا نؤمن ضد المخاطر الصغيرة. السبب في ذلك هو أن العزوف عن المخاطر يقوم على فكرة أن أي جنيه إضافي له قيمة حين تكون فقيرا، أكبر من قيمته حين تكون غنيا. الحاجة إلى استبدال الهاتف لن تحولك من غني إلى فقير.
في واحدة من مقالاتي الاقتصادية المفضلة، التي كتبت في عام 2001، أشار خبيرا الاقتصاد السلوكي ريتشارد ثيلر وماثيو رابين إلى أن أي شخص يرفض مقامرة لديها فرصة متكافئة في أن يفوز بمبلغ 10.10 جنيه أو يخسر 10 جنيهات – على ما يبدو طعم معقول يكفي لتوخي الحذر – فإن السبب في رفضه ليس العزوف عن المخاطر.
(درجة العزوف عن المخاطر اللازمة تعني أن الشخص نفسه لن يخاطر بمبلغ ألف جنيه بناء على قرعة، ولو كانت النتيجة هي الحصول على جميع المال في العالم). النفور من المخاطر ببساطة لا يمكن أن يفسر السبب في رفض أي شخص تلك المقامرة الإيجابية بشكل طفيف. كما أنه لا يمكن أن يفسر السبب في رغبة أي شخص في التأمين على الهاتف الجوال.
هناك تفسير أفضل، وهو أنه يغلب علينا أن ننظر إلى المخاطر بشكل معزول. بدلا من أن نقول لأنفسنا “إن فقدان الهاتف الجوال سيخفض من ثروتي مدى الحياة بنسبة 0.005 في المائة”، نقول لأنفسنا “سيكون من المزعج جدا ضرورة أن أدفع ثمن هاتف جديد”.
العزل والهوس بشأن المخاطر في هذه الطريقة هو تفكير اعتباطي وغير منطقي، ولكن هذا يعني بالتأكيد أننا لا ندخل في المخاطر.
في هذه المرحلة، أود أن أعرض لكم فكرة مضخة المال. مضخة المال هي شخص يمكن استغلال عدم عقلانيته بشكل منهجي لتحقيق مكاسب مالية. أبسط مضخة للمال هي الشخص الذي يفضل تفاحة على قطعة دونات، ويفضل قطعة الدونات على لوح الشوكولاته، ويفضل لوح الشوكولاتة على التفاحة.
ما عليك سوى أن تقدم له تفاحة على أن يكون ثمنها هو قطعة الدونات زائدا قرشا واحدا، وسيقبل بذلك. بعد ذلك اعرض عليه قطعة شوكولاتة بحيث سكون ثمنها هو التفاحة الموجودة معه إضافة إلى قرش،
ثم اعرض عليه قطعة الدونات مقابل قطعة الشوكولاته إضافة إلى قرش. سينتهي به المطاف بالحصول على قطعة الدونات الأصلية لكن مع خسارة ثلاثة قروش. كرر ذلك إلى الأبد.
تستخدَم حجج مضخة المال في بعض الأحيان للاعتراض بالقول إنه لا يمكن للناس أن يكونوا غير منطقيين، وإلا فإنهم سيفلسون من كثرة ضخ المال.
يدرك الاقتصاديون بشكل متزايد أنه، بدلا من ذلك، ينبغي أن ننظر لعملية ضخ المال أثناء تنفيذها.
بالنظر إلى قلقنا بشأن المخاطر الصغيرة، ما الشكل الذي ستبدو عليه عملية ضخ المال؟ ستكون على شكل بوليصة تأمين تركز على أضيق شريحة ممكنة من المخاطر.
وستباع جنبا إلى جنب مع منتج آخر أو خدمة أخرى، في كثير من الأحيان في آخر لحظة. وسيتم تسويقها من خلال خلق الإحساس بالقلق ومن ثم تقديم المنتج لجعل القلق يختفي من ذهنك. باختصار، فإن هذا الأمر سيبدو مثل التنازل عن التعويض عن الاصطدام، وتمديد الضمان، والتأمين على المدفوعات. هذه الشرائح المفصلة من التأمين هي من بين أكبر مشاريع ضخ المال في الاقتصاد الحديث. لا عجب في أن المصارف قد تخلت عن مبادئها للانضمام إليها.
هناك تقليد مشرف للتأمين يجري جمعه مع القرض. نوقشت هذه الممارسة في شريعة حمورابي، منذ نحو أربعة آلاف عام. تشتمل شريعة القانون البابلي القديم على 282 بندا حول “القرض البحري بضمانة السفينة”، بما يؤدي وظيفته باعتباره تأمينا على المدفوعات للتجار البحريين.
يحدد حمورابي أن التاجر الذي يقترض المال لتمويل رحلة السفينة ليس ملزما بتسديد القرض في حالة غرق السفينة.
كان ذلك ترتيبا معقولا بشكل كاف، ولكن هناك نوعين من الاعتراضات على التأمين على المدفوعات في شكله الحديث. أحدها هو أن مثل هذه البوالص غالبا ما كانت تباع إلى الناس بحجج كاذبة، بما في ذلك الأشخاص الذين لم يكونوا مؤهلين للسداد قط. لهذا السبب، اضطرت المصارف البريطانية إلى دفع عشرات المليارات من الجنيهات كتعويضات.
على أن الخبير الاقتصادي لديه شكوى مختلفة نوعا ما بخصوص التأمين على المدفوعات: وهي أنه حتى عندما لا يجري بيعه بصورة تنطوي على الغش، فإنه لا يستحق المال الذي يدفع فيه. هناك كثير من منتجات التأمين الأخرى التي تعتبر أيضا ذات قيمة رديئة: التأمين على الهاتف الجوال، على سبيل المثال، أو تأمين إلغاء التذاكر، أو التنازل عن تعويض التصادم في حالة سيارات التأجير. هذه المنتجات قد لا تكون، من الناحية الفنية، تباع بالتدليس، لكن من المؤكد أن شراءها ليس مجديا.
لمعرفة السبب، دعونا نعود خطوة إلى الوراء ونسأل أنفسنا ما الهدف من التأمين. الاقتصاد الكلاسيكي لديه هذا الجواب: الناس ينفرون من المخاطر، وهو ما يعني أنهم سيدفعون المال الجيد للحد من تقلب النتائج التي يواجهونها. إذا كان التأمين على المنزل يحمي صاحبه من خسارة مليون جنيه عندما يحترق البيت، فإنه سيكون سعيدا في شراء التأمين على الرغم من أن شركة التأمين تتوقع أنها ستحقق ربحا من ذلك.
هذا العزوف عن المخاطر يظهر من حقيقة أن المال له قيمة لدى الفقراء من الناس أكثر من قيمته لدى الأغنياء. كسب مليون جنيه يجعلني غنيا، ولكن خسارة مليون جنيه تجعلني فقيرا. لا ينبغي لي المقامرة بمليون جنيه بناء على قرعة، لأن مبلغ المليون جنيه الذي يمكن أن أخسره، أغلى بالنسبة لي من مبلغ المليون جنيه الذي يمكن أن أكسبه.كما هو الحال غالبا في الاقتصاد الكلاسيكي، هذا يعتبر وصفا ممتازا للطريقة التي ينبغي أن نتصرف بها. ليس وصفا ممتازا للكيفية التي نتصرف بها في الواقع. النفور من المخاطر لا يمكن أن يفسر إلا السبب في تأميننا ضد مخاطر كبيرة.
لا يمكن تفسير لماذا نؤمن ضد المخاطر الصغيرة. السبب في ذلك هو أن العزوف عن المخاطر يقوم على فكرة أن أي جنيه إضافي له قيمة حين تكون فقيرا، أكبر من قيمته حين تكون غنيا. الحاجة إلى استبدال الهاتف لن تحولك من غني إلى فقير.
في واحدة من مقالاتي الاقتصادية المفضلة، التي كتبت في عام 2001، أشار خبيرا الاقتصاد السلوكي ريتشارد ثيلر وماثيو رابين إلى أن أي شخص يرفض مقامرة لديها فرصة متكافئة في أن يفوز بمبلغ 10.10 جنيه أو يخسر 10 جنيهات – على ما يبدو طعم معقول يكفي لتوخي الحذر – فإن السبب في رفضه ليس العزوف عن المخاطر.
(درجة العزوف عن المخاطر اللازمة تعني أن الشخص نفسه لن يخاطر بمبلغ ألف جنيه بناء على قرعة، ولو كانت النتيجة هي الحصول على جميع المال في العالم). النفور من المخاطر ببساطة لا يمكن أن يفسر السبب في رفض أي شخص تلك المقامرة الإيجابية بشكل طفيف. كما أنه لا يمكن أن يفسر السبب في رغبة أي شخص في التأمين على الهاتف الجوال.
هناك تفسير أفضل، وهو أنه يغلب علينا أن ننظر إلى المخاطر بشكل معزول. بدلا من أن نقول لأنفسنا “إن فقدان الهاتف الجوال سيخفض من ثروتي مدى الحياة بنسبة 0.005 في المائة”، نقول لأنفسنا “سيكون من المزعج جدا ضرورة أن أدفع ثمن هاتف جديد”.
العزل والهوس بشأن المخاطر في هذه الطريقة هو تفكير اعتباطي وغير منطقي، ولكن هذا يعني بالتأكيد أننا لا ندخل في المخاطر.
في هذه المرحلة، أود أن أعرض لكم فكرة مضخة المال. مضخة المال هي شخص يمكن استغلال عدم عقلانيته بشكل منهجي لتحقيق مكاسب مالية. أبسط مضخة للمال هي الشخص الذي يفضل تفاحة على قطعة دونات، ويفضل قطعة الدونات على لوح الشوكولاته، ويفضل لوح الشوكولاتة على التفاحة.
ما عليك سوى أن تقدم له تفاحة على أن يكون ثمنها هو قطعة الدونات زائدا قرشا واحدا، وسيقبل بذلك. بعد ذلك اعرض عليه قطعة شوكولاتة بحيث سكون ثمنها هو التفاحة الموجودة معه إضافة إلى قرش،
ثم اعرض عليه قطعة الدونات مقابل قطعة الشوكولاته إضافة إلى قرش. سينتهي به المطاف بالحصول على قطعة الدونات الأصلية لكن مع خسارة ثلاثة قروش. كرر ذلك إلى الأبد.
تستخدَم حجج مضخة المال في بعض الأحيان للاعتراض بالقول إنه لا يمكن للناس أن يكونوا غير منطقيين، وإلا فإنهم سيفلسون من كثرة ضخ المال.
يدرك الاقتصاديون بشكل متزايد أنه، بدلا من ذلك، ينبغي أن ننظر لعملية ضخ المال أثناء تنفيذها.
بالنظر إلى قلقنا بشأن المخاطر الصغيرة، ما الشكل الذي ستبدو عليه عملية ضخ المال؟ ستكون على شكل بوليصة تأمين تركز على أضيق شريحة ممكنة من المخاطر.
وستباع جنبا إلى جنب مع منتج آخر أو خدمة أخرى، في كثير من الأحيان في آخر لحظة. وسيتم تسويقها من خلال خلق الإحساس بالقلق ومن ثم تقديم المنتج لجعل القلق يختفي من ذهنك. باختصار، فإن هذا الأمر سيبدو مثل التنازل عن التعويض عن الاصطدام، وتمديد الضمان، والتأمين على المدفوعات. هذه الشرائح المفصلة من التأمين هي من بين أكبر مشاريع ضخ المال في الاقتصاد الحديث. لا عجب في أن المصارف قد تخلت عن مبادئها للانضمام إليها.